هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

معاناة موظّف ملتزم

اذهب الى الأسفل

معاناة موظّف ملتزم Empty معاناة موظّف ملتزم

مُساهمة من طرف المتوسط السبت 10 مايو 2008 - 17:36

معاناة موظّف ملتزم


أجاب عليها : د. علي بن عمر بادحدح



الاستشارة :


أنا أعمل في شركة كبيرة وعانيت الكثير من أبناء بلدي الذين أغلقوا أمامي كل أبواب الترقية في العمل وذلك بأساليبهم الدنيئة من التملق والوشايات لدى المسؤولين من أهل البلد رغم اعتراف الجميع بكفاءتي لكنني لا أنافق ولا أكذب ولا أتملق و...... حتى ساءت حالتي النفسية والمادية والعائلية وأخشى حتى من أن أنزلق في الكفر بنعمة الله لأنني دعوت الله كثيرا رغم أنني أتحرى دائما الحلال في مأكلي وملبسي وقوت عيالي ولا من مجيب.. أغيثوني ماذا أفعل كي لا أرتكب شيئا .. وجزاكم الله خيرا .



الإجابة :


الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فإن الإسلام يعتبر العمل الذي يوكل للشخص أمانة في عنقه يجب عليه أن يؤديها عملاً بقول الله تعالى: { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أهلها } [ النساء : 58 ] وذلك بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى قد تؤثر في العمل كمقدار الأجر، أو تصرفات بعض أعضاء فريق العمل، أو نحو ذلك مما ذكره الأخ السائل.وقد حث الإسلام على إتقان العمل، وجعله من قيم الإسلام الجوهرية، وبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن إتقان العمل محبوب لله تعالى ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ).
ومن المسلمات لدى كل مسلم بأن الكذب حرام، وأن الغش في العمل والمعاملات حرام، وأي كسب يصل إليه الشخص عن طريق الكذب والغش فهو كسب حرام، فالغاية لا تبرر الوسيلة. وانتشار من يصلون إلى غاياتهم من خلال النفاق والتدليس والكذب والغش والنميمة والوشاية ضد العاملين لا يعتبر مبرراً للقيام بمثل أعمالهم بحال من الأحوال فالحلال بين والحرام بين، والتحذير من الكسب الحرام عظيم والوعيد عليه شديد والمصطفى صلى الله عليه وسلم يقول: "كل جسم نبت من سحت فالنار أولى به".
وما تذكره من سوء حالتك النفسية بسبب ما يقوم به زملاؤك لا علاج له إلا بالإيمان بقضاء الله وقدره، والتسليم لحكمته، وترسيخ اليقين بمثوبته وأجره، وتعظيم الصلة بالآخرة وأن ما فات من متاع الدنيا أو منزلتها إنما هو عرض زائل وقليل { وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع}، والدنيا لا يعظم الحزن على ما فات منها لأن الأجر الأعظم والنعيم الأفضل إنما هو في الآخرة، والله يعطي من ترك الحرام وتورع واستقام والله يقول { هل جزاء الإحسان إلا الإحسان }، ويقول { وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يرى، ثم يجزاه الجزاء الأوفى} وعليك مواصلة العمل وبذل الجهد في إتقانه ، و لا حرج عليك في الاجتهاد في بيان ما تقوم به وإظهاره أمام المسؤولين عنك على أن تتحرى الصدق وتجتنب المبالغة، ويحسن أن تعرض عملك وإنجازك دون التشكي وإبداء السخط والاعتراض، وهذا ليس من التملق أو النفاق أو الرياء، ، ومع بذل جهدك في ذلك اعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك.
وما ذكرته من دعائك لله تعالى وسؤالك له دون تحقق الإجابة، فاحذر فهذا مدخل من مداخل الشيطان على الإنسان، بأن يقنِّط الإنسان من إجابة الله تعالى لدعائه أو يجعله يستبطئ الإجابة، فيترك الدعاء.
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ يَقُولُ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي ) رواه البخاري ومسلم، وعند الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَا مِنْ عَبْدٍ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَتَّى يَبْدُوَ إِبِطُهُ يَسْأَلُ اللَّهَ مَسْأَلَةً إِلَّا آتَاهَا إِيَّاهُ مَا لَمْ يَعْجَلْ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ عَجَلَتُهُ قَالَ يَقُولُ قَدْ سَأَلْتُ وَسَأَلْتُ وَلَمْ أُعْطَ شَيْئًا ).
وإجابة الدعاء لها صور متعددة لا تقتصر على تحقيق مسألة العبد فقد تكون بإعطاء العبد ما سأل، أو أن يصرف الله عنه من السوء مثل ذلك ، أو يدخّرها الله تعالى له إلى يوم القيامة، وفي كل الأحوال الخير للعبد قائم ومتحقق. روى الإمام أحمد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا قَالُوا إِذًا نُكْثِرُ قَالَ اللَّهُ أَكْثَرُ). والعبد كثيراً ما يستعجل ولا يعلم أن الخير دائما فيما يختاره الله تعالى له.
وما تحرص عليه من الحلال سبب من أسباب الإجابة وهو أمر واجب عليك ، فالنبي صلى الله عليه وسلم بين أن من كان أكله من حرام وملبسه من حرام لا يستجيب الله تعالى له، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا الطيب وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال : { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا } ، وقال : { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم } ثم ذكر الرجل يطيل سفره أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يارب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له ) .
ومهما يكن من أمر فإن عليك أن تؤدي واجبك في العمل ولا تلتفت إلى أساليب أبناء بلدك الذين وصفت في سؤالك، واسأل الله لهم الهداية والاستقامة، واطلب من الله تعالى لك العون والمدد والثبات، وادع الله أن يغير حالك في عملك وحياتك إلى أفضل حال، وأن يشرح صدرك ويطمئن قلبك ويسعد نفسك، وأكثر من الصلة بالله تلاوة لكتابه ومواظبة على ذكره، وإلحاحاً في دعائه، وإكثاراً من طاعته،واعلم يقينا أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، وأخيرا أقول لك إذا كنت لا تستطيع الصبر على ما أنت فيه، فاجتهد في البحث عن عمل آخر حتى تبتعد عن هذه الأجواء المزعجة.
نسأل الله تعالى لك الصبر والتوفيق و السداد وأن يصلح أحوالك وأحوال إخوانك المسلمين، وأن يهدي زملاءك في العمل للبعد عن تصرفاتهم المؤذية .
المتوسط
المتوسط
المدير
المدير

المساهمات : 279
تاريخ التسجيل : 27/01/2008
العمر : 44
الموقع : المتوسط

https://almotawaset.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى