هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ما بين طاعة الله و بر الوالدين

5 مشترك

اذهب الى الأسفل

ما بين طاعة الله و بر الوالدين Empty ما بين طاعة الله و بر الوالدين

مُساهمة من طرف taysir الخميس 26 يونيو 2008 - 12:29

بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و على اله و صحبه و من والاه.

ما بين طاعة الله و بر الوالدين:

ان الهدف الرئيسي لوجودنا في هذه الحياة هو طاعة المولى عز و جل، و من احب و اهم الطاعات الى الله بر الوالدين.

و لكن ها قد طغى الخوف على قلوبنا، و حكمت العادات تصرفاتنا، و اصبح الآباء ينهوننا عن فعل ما يجب فعله خوفا و حياء من المجتمع واجتنابا للقيل والقال.

فكيف لنا في هذا الحال طاعة الله دون عقوق الوالدين، و بر الوالدين دون معصية الله؟

taysir
مشرفة فضاء الحوار
مشرفة فضاء الحوار

المساهمات : 42
تاريخ التسجيل : 19/06/2008
العمر : 37

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ما بين طاعة الله و بر الوالدين Empty رد: ما بين طاعة الله و بر الوالدين

مُساهمة من طرف أفنـــــــــان الجمعة 27 يونيو 2008 - 9:42

جازاك الله الخير اختي تيسير على هذا الموضوع الهام .
فعلا انها مفارقة يجد المسلم الملتزم نفسه ممزق حائرا بين طاعة اوامر الله او الالتزام ببر الوالدين الذي ربط الله سبحانه وتعالى رضاه برضائهما.
ولكن ايضا حذرنا الله في الاية الكريمة"
في حالة تعارض اوامره سبحانه وتعالى ورغبة الوالدين فالاولي طاعة الله عز وجل قال تعالى : { وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون } لقمان / 15 وكذالك اشار الحبيب صلي الله عليه وسلم الي هذه المسألة اذا قال " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " فقد قدم طاعة الله عن من سواه حتى لو كان الوالدين
ولكن هذا لا ينفي ان نحاول قدر الاستطاعة ان نقنع الوالدين ونرشدهم لما امرالله سبحانه وتعالى وندعوا الله لهم بالهداية
وفقني الله واياكم لما يحبه ويرضاه


عدل سابقا من قبل أفنـــــــــان في الإثنين 30 يونيو 2008 - 2:22 عدل 1 مرات
أفنـــــــــان
أفنـــــــــان
إداري
إداري

المساهمات : 111
تاريخ التسجيل : 24/05/2008

http://nour-alimen.forumactif.name/index.htm

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ما بين طاعة الله و بر الوالدين Empty رد: ما بين طاعة الله و بر الوالدين

مُساهمة من طرف المتوسط الأحد 29 يونيو 2008 - 12:13

taysir كتب:ان الهدف الرئيسي لوجودنا في هذه الحياة هو طاعة المولى عز و جل، و من احب و اهم الطاعات الى الله بر الوالدين.

و لكن ها قد طغى الخوف على قلوبنا، و حكمت العادات تصرفاتنا، و اصبح الآباء ينهوننا عن فعل ما يجب فعله خوفا و حياء من المجتمع واجتنابا للقيل والقال.

فكيف لنا في هذا الحال طاعة الله دون عقوق الوالدين، و بر الوالدين دون معصية الله؟


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:


هذا السؤال يتضمن مسألتين :


المسألة الأولى: معاملة الأهل غير الشرعية للأبناء إما لجهلهم بالحق أو مستكبرين عنه. فإن كانوا لا يعلمون أن حدود الله واجبة على كل مسلم فيجب عليهم أن يتعلموا أن ذلك واجب بطلب العلم من الكتاب والسنة ، أما إن كانوا عالمين ولكنهم مستكبرين فالمصيبة أعظم كما قال القائل : فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنب تدري فالمصيبة أعظم

وهذا البلاء الذي حدث في مجتمعاتنا هو من الأمور التي يمتحن بها العبد والله سبحانه وتعالى يقول : ( أحسب الناسُ أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون [2] ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ) [العنكبوت : 2-3]


المسألة الثانية: تتضمن طريقة معاملة الابن المسلم لوالديه بما معناه بر الوالدين و الإحسان إليهما دون معصية الخالق

إن الواجب علينا أن نتقي الله ما استطعنا فلا طاعة لمخلوق سواء كان أباً أو أماً أو غيرهما في معصية الخالق، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :*" إنما الطاعة في المعروف " ، وقال صلى الله عليه وسلم : *" لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق "*

و يقول الله تعالى: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً) *"لقمان: الآية15"* و تدل هذه الآية على أن طاعة الوالدين تابعة لطاعة الله وطاعة رسوله فإذا كان أمرهم مخالفاً لذلك فإنه لا سمع لهم ولا طاعة فيما أمروا به، " ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق لكن هذا لا يعني أن تنكر فضلهما و أن تبطش بهما بل يجب مصاحبتهما في الدنيا بالمعرف و الإحسان لهما كما دلت الآية

كما إن الواجب على المسلم أن يبر والديه ويحسن إليهما ما استطاع كما أمر الله عز و جل في قوله: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا * رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا } {الإسراء/23-25}، ويطيعهما فيما يأمرانه به بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق به ضرراً، إلا إذا أمراه بمعصية الله تعالى فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولكن يعتذر إليهما في عدم طاعته في المعصية بأدب.


تلميح لفضيلة الشيخ إبن عثيمين


في حال تعرض المسلم أو المسلمة إلى الضرب و التعنيف و الإكراه من طرف الوالدين حتى يطيعهم "لزعمهم أنه يجب طاعتهم طاعة كاملة في جميع الأحوال و الأوقات" و لم يجد منفذا للخلاص من هذا الأمر و اضطر لطاعتهم دون أن يشرح بالكفر صدرا فلا ذنب عليه لقوله تعالى : ( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم ) [النحل 106] وقوله تعال :"(وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً)-(الأحزاب: الآية5)" ولكن يتقى الله ما استطاع وإن كان أهله لا يدركون حكم و شرع الله فنقول لهم : إن الواجب على المؤمن أن ينقاد لأمر الله ورسوله سواء أدرك حكمة هذا الأمر أم لم يدركها ، لأن الانقياد نفسه حكمة قال تعالى :"(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً)- (الأحزاب:36)"

هذا ردي و الله أعلم
المتوسط
المتوسط
المدير
المدير

المساهمات : 279
تاريخ التسجيل : 27/01/2008
العمر : 44
الموقع : المتوسط

https://almotawaset.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ما بين طاعة الله و بر الوالدين Empty رد: ما بين طاعة الله و بر الوالدين

مُساهمة من طرف saima الأحد 29 يونيو 2008 - 19:24

بر الوالدين


كان إسماعيل -عليه السلام- غلامًا صغيرًا، يحب والديه ويطيعهما ويبرهما. وفي يوم من الأيام جاءه أبوه إبراهيم -عليه السلام- وطلب منه طلبًا عجيبًا وصعبًا؛ حيث قال له: {يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى} [الصافات: 102] فرد عليه إسماعيل في ثقة المؤمن برحمة الله، والراضي بقضائه: {قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين}[الصافات: 102].

وهكذا كان إسماعيل بارًّا بأبيه، مطيعًا له فيما أمره الله به، فلما أمسك إبراهيم -عليه السلام- السكين، وأراد أن يذبح ولده كما أمره الله، جاء الفرج من الله -سبحانه- فأنزل الله ملكًا من السماء، ومعه كبش عظيم فداءً لإسماعيل، قال تعالى: {وفديناه بذبح عظيم} [الصافات: 107].

يحكي لنا النبي صلى الله عليه وسلم قصة ثلاثة رجال اضطروا إلى أن يبيتوا ليلتهم في غارٍ، فانحدرت صخرة من الجبل؛ فسدت عليهم باب الغار، فأخذ كل واحد منهم يدعو الله ويتوسل إليه بأحسن الأعمال التي عملها في الدنيا؛ حتى يفرِّج الله عنهم ما هم فيه، فقال أحدهم: اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت أحضر لهما اللبن كل ليلة ليشربا قبل أن يشرب أحد من أولادي، وتأخرت عنهما ذات ليلة، فوجدتُهما نائمين، فكرهت أن أوقظهما أو أعطي أحدًا من أولادي قبلهما، فظللت واقفًا -وقدح اللبن في يدي- أنتظر استيقاظهما حتى طلع الفجر، وأولادي يبكون من شدة الجوع عند قدمي حتى استيقظ والدي وشربا اللبن، اللهم إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاء وجهك ففرِّج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، وخرج الثلاثة من الغار.

[القصة مأخوذة من حديث متفق عليه].

ما هو بر الوالدين؟

بر الوالدين هو الإحسان إليهما، وطاعتهما، وفعل الخيرات لهما، وقد جعل الله للوالدين منزلة عظيمة لا تعدلها منزلة، فجعل برهما والإحسان إليهما والعمل على رضاهما فرض عظيم، وذكره بعد الأمر بعبادته، فقال جلَّ شأنه: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا} [الإسراء: 23].

وقال تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا}[النساء: 36]. وقال تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنًا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلى المصير} [لقمان: 14].

بر الوالدين بعد موتهما:

فالمسلم يبر والديه في حياتهما، ويبرهما بعد موتهما؛ بأن يدعو لهما بالرحمة والمغفرة، وينَفِّذَ عهدهما، ويكرمَ أصدقاءهما.

يحكي أن رجلا من بني سلمة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هل بقي من بر أبوي شيء أبرُّهما به من بعد موتهما؟ قال: (نعم. الصلاة عليهما (الدعاء)، والاستغفار لهما، وإيفاءٌ بعهودهما من بعد موتهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما) [ابن ماجه].

وحثَّ الله كلَّ مسلم على الإكثار من الدعاء لوالديه في معظم الأوقات، فقال: {ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب} [إبراهيم: 41]، وقال: {رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنًا وللمؤمنين والمؤمنات}[نوح: 28].

فضل بر الوالدين:

بر الوالدين له فضل عظيم، وأجر كبير عند الله -سبحانه-، فقد جعل الله بر الوالدين من أعظم الأعمال وأحبها إليه، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله؟ قال: (الصلاة على وقتها).

قال: ثم أي؟ قال: (ثم بر الوالدين). قال: ثم أي؟ قال: (الجهاد في سبيل الله) _[متفق عليه]. ومن فضائل بر الوالدين:

رضا الوالدين من رضا الله: المسلم يسعى دائمًا إلى رضا والديه؛ حتى ينال رضا ربه، ويتجنب إغضابهما، حتى لا يغضب الله. قال صلى الله عليه وسلم: (رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد) [الترمذي]، وقال صلى الله عليه وسلم: (من أرضى والديه فقد أرضى الله، ومن أسخط والديه فقد أسخط الله) [البخاري].

الجنة تحت أقدام الأمهات: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريد الجهاد، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع ويبر أمه، فأعاد الرجل رغبته في الجهاد، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع ويبر أمه. وفي المرة الثالثة، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (ويحك! الزم رِجْلَهَا فثم الجنة) [ابن ماجه].

الفوز بمنزلة المجاهد: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أشتهي الجهاد، ولا أقدر عليه. فقال صلى الله عليه وسلم: (هل بقي من والديك أحد؟). قال: أمي. قال: (فاسأل الله في برها، فإذا فعلتَ ذلك فأنت حاجٌّ ومعتمر ومجاهد) [الطبراني].

وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد، فقال صلى الله عليه وسلم: (أحي والداك؟). قال: نعم. قال صلى الله عليه وسلم: (ففيهما فجاهد) [مسلم].

وأقبل رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد؛ أبتغي الأجر من الله، فقال صلى الله عليه وسلم: (فهل من والديك أحد حي؟). قال: نعم. بل كلاهما. فقال صلى الله عليه وسلم: (فتبتغي الأجر من الله؟). فقال: نعم. قال صلى الله عليه وسلم: (فارجع إلى والديك، فأَحْسِنْ صُحْبَتَهُما) [مسلم].

الفوز ببرِّ الأبناء: إذا كان المسلم بارًّا بوالديه محسنًا إليهما، فإن الله -تعالى- سوف يرزقه أولادًا يكونون بارين محسنين له، كما كان يفعل هو مع والديه، روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بِرُّوا آباءكم تَبرُّكم أبناؤكم، وعِفُّوا تَعِفُّ نساؤكم) [الطبراني والحاكم].

الوالدان المشركان:

كان سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- بارًّا بأمه، فلما أسلم قالت له أمه: يا سعد، ما هذا الذي أراك؟ لتدعن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتُعَير بي، فيقال: يا قاتل أمه. قال سعد: يا أمه، لا تفعلي، فإني لا أدع ديني هذا لشيء. ومكثت أم سعد يومًا وليلة لا تأكل ولا تشرب حتى اشتد بها الجوع، فقال لها سعد: تعلمين -والله- لو كان لك مائة نَفْس فخرجت نَفْسًا نَفْسًا ما تركتُ ديني هذا لشيء، فإن شئتِ فكُلِي، وإن شئتِ فلا تأكلي.

فلما رأت إصراره على التمسك بالإسلام أكلت. ونزل يؤيده قول الله تعالى: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفًا} [لقمان: 15]. وهكذا يأمرنا الإسلام بالبر بالوالدين حتى وإن كانا مشركين.

وتقول السيدة أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها-: قدمت على أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستفتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: إن أمي قَدِمَتْ وهي راغبة (أي طامعة فيما عندي من بر)، أفَأَصِلُ أمي؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (نعم، صلي أمَّكِ) [متفق عليه].

عقوق الوالدين:

حذَّر الله -تعالى- المسلم من عقوق الوالدين، وعدم طاعتهما، وإهمال حقهما، وفعل ما لا يرضيهما أو إيذائهما ولو بكلمة (أف) أو بنظرة، يقول تعالى: {فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريمًا} [الإسراء: 23]. ولا يدخل عليهما الحزن ولو بأي سبب؛ لأن إدخال الحزن على الوالدين عقوق لهما، وقد قال الإمام علي -رضي الله عنه-: مَنْ أحزن والديه فقد عَقَّهُمَا.

جزاء العقوق:

عدَّ النبي صلى الله عليه وسلم عقوق الوالدين من كبائر الذنوب، بل من أكبر الكبائر، وجمع بينه وبين الشرك بالله، فقال صلى الله عليه وسلم: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين...) [متفق عليه].

والله -تعالى- يعَجِّل عقوبة العاقِّ لوالديه في الدنيا، قال صلى الله عليه وسلم: (كل الذنوب يؤخِّر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين، فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات) [البخاري].
saima
saima
عضو(ة) نشيط(ة)
عضو(ة)  نشيط(ة)

المساهمات : 73
تاريخ التسجيل : 29/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ما بين طاعة الله و بر الوالدين Empty رد: ما بين طاعة الله و بر الوالدين

مُساهمة من طرف boussaima الإثنين 30 يونيو 2008 - 6:28

ما بين طاعة الله و بر الوالدين 00e80512
بارك الله فيك أختي تيسير على هذا الموضوع الهام وبارك الله في كل من ساهم في إثراء هذا الموضوع

الأدب مع الوالدين


الوالدان هما السبب في وجود الإنسان، وهما اللذان يتعبان من أجل تربية الأبناء وراحتهم، وقد فرض الله تعالى برَّ الوالدين على عباده، فقال تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا } [الإسراء: 23].

وقال تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا} [النساء: 36].

وقال تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنًا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلى المصير} [لقمان: 14].

وقال تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانًا حملته أمه كرهًا ووضعته كرهًا وحمله وفصاله ثلاثون شهرًا} [الأحقاف: 15].

وحث رسول الله صلى الله عليه وسلم على بر الوالدين، فقال: (من سرَّه أن يمَدَّ له في عمره (أي يُبارك له فيه) ويزاد في رزقه؛ فليَبرَّ والديه، وليصل رحمه) [أحمد].

وقال صلى الله عليه وسلم: (رغم أنفه (أي أصابه الذل والخزي) ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه).

قيل: من يا رسول الله؟ قال: (من أدرك والديه عند الكبر؛ أحدهما أو كليهما، ثم لم يدخل الجنة) [مسلم].

فالواجب على كل مسلم أن يبرَّ والديه ويحسن معاملتهما، ومن آداب معاملة الوالدين:

حبُّهما والإشفاق عليهما: المسلم يدرك أن لأبويه فضلا كبيرًا لما تحملاه من مشقة في سبيل راحته، وأنه مهما بذل من جهد، فإنه لا يستطيع رد جزء من فضلهما.

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: يا رسول الله، إني حملتُ أمي على عنقي فرسخين (حوالي عشرة كيلو مترات) في رمضاء شديدة، فهل أدَّيتُ شكرها؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (لعله أن يكون لطلقة واحدة (يعني طلقة واحدة من آلام الولادة).

ويقول صلى الله عليه وسلم: (من أرضى والديه فقد أرضى الله، ومن أسخط والديه فقد أسخط الله) [البخاري في الأدب المفرد].

طاعتهما: فالمسلم يطيع والديه في كل ما يأمرانه به إلا إذا أمراه بمعصية الله؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

التكفل بهما: فالمسلم يتكفل بوالديه، وينفق عليهما، ويطعمهما ويكسوهما ليحظى برضا الله.

وإن كان الابن ذا مالٍ واحتاج أبواه إلى بعض هذا المال، وجب عليه بذله لهما فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله، إن لي مالا ووالدًا، وإن أبي يريد أن يجتاح (يأخذ) مالي. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (أنت ومالك لأبيك) [ابن ماجه].

الإحسان إليهما: المسلم يحرص على الإحسان إلى الوالدين -وإن كانا كافرين- قالت أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها-: قدمتْ على أمي وهي مشركة -في عهد قريش- فقلتُ: يا رسول الله، قدمتْ على أمي وهي راغبة .. أفأصلُ أمي؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (نعم، صلى أُمَّك) [مسلم].

وعندما أسلم سعد بن أبي وقاص، امتنعت أمه عن الطعام والشراب، حتى يرجع سعد عن دينه، لكنه أصرَّ على الإيمان بالله، ورفض أن يطيع والدته في معصية الله، وقال لها: يا أمَّه، تعلمين والله لو كان لك مائة نفس فخرجت نفسًا نفسًا ما تركت ديني . إن شئتِ فكلي أو لا تأكلي.

فأنزل الله -عز وجل- قوله تعالى: {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفًا} [لقمان: 15].

مراعاة شعورهما: المسلم يتجنب كل ما من شأنه الإساءة إلى والديه، ولو كان شيئًا هينًا، مثل كلمة (أف) قال الله تعالى: {فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريمًا} [الإسراء: 23].

لا تنادِ والديك باسميهما: الابن ينادي أبويه فيقول: يا أبي أو يا أمي، ولا يناديهما باسميهما، فقد شاهد أبو هريرة رجُليْن فسأل أحدهما عن صلته أو قرابته بالآخر، فقال: إنه أبي. فقال أبو هريرة: لا تسمِّه باسمه، ولا تمشِ أمامه، ولا تجلسْ قبله. [البخاري في الأدب المفرد].

لا تجلس حال وقوفهما، ولا تتقدمهما في السير: ليس من الأدب مع الوالدين أن يجلس الولد وأبواه واقفان، أو أن يمُدَّ رجليه وهما جالسان أمامه، ومثل

ذلك .. إنما يجب عليه أن يتأدب في حضورهما، وأن يتواضع لهما. قال تعالى: {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرًا}[الإسراء: 24].

استئذانهما في الخروج إلى الجهاد: وذلك إن كان الجهادُ فرضَ كفاية، قال صلى الله عليه وسلم لرجل جاء يريد الجهاد: (هل باليمن أبواك؟).

قال: نعم.

فسأله النبي صلى الله عليه وسلم عما إذا كانا أذِنا له أم لا.

فقال الرجل: لا.

فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (فارجع فاستأذنهما؛ فإن أذِنا لك، وإلا فبرَّهما) [أحمد].

أما إن كان الجهاد فرض عين، مثل أن يقوم عدو بغزو البلاد فلا يشترط

إذنهما.

عدم تفضيل الزوجة والأولاد عليهماثم

المسلم يفضل أبويه ويقدمهما على أولاده وزوجته، وهو بهذا السلوك يقدم لأولاده وزوجته القدوة والمثل في بر الوالدين؛ حتى إذا ما كبر، وكبرت زوجته كان أبناؤهما بارين بهما كما كانا بارَّيْن بآبائهما. روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (بروا آباءكم تَبركُم أبناؤكم) [الطبراني].

الدعاء لهما في حياتهما وبعد موتهما: المسلم يكثر من الدعاء لوالديه في حياتهما وبعد موتهما. وقد حكى القرآن عن نوح -عليه السلام- قوله: {رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنًا وللمؤمنين والمؤمنات} [نوح: 28].

وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) [مسلم] والمسلم يدعو لوالديه بالمغفرة ويقضي عنهما الدَّين والنذر، ويقرأ القرآن ويهدي ثوابه

لهما، ويتصدق عنهما، وإلى غير ذلك من أوجه الإحسان.

الإحسان إلى أصدقائهما بعد موتهما: المسلم يصل أصدقاء والديه ويبرهم، كما كان يفعل أبواه، قال صلى الله عليه وسلم: (فمن أحبَّ أن يصِلَ أباه في قبره فليصلْ إخوان أبيه من بعده) [ابن حبَّان وأبو يعلي] وقال صلى الله عليه وسلم: (إن أَبَرَّ البِرِّ صِلَةُ الرجل أَهْلَ وُدِّ أبيه) [مسلم].

فليحرص كل مسلم على إرضاء والديه، فإن في رضاهما رضا الله -عز وجل-.

وفق الله الجميع لفعل خير ما يرضى
boussaima
boussaima
مراقبة عامة
مراقبة عامة

المساهمات : 191
تاريخ التسجيل : 21/03/2008
العمر : 44
الموقع : http://tagged.com/saima23180

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ما بين طاعة الله و بر الوالدين Empty رد: ما بين طاعة الله و بر الوالدين

مُساهمة من طرف taysir الخميس 3 يوليو 2008 - 13:39

بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و على اله و صحبه و من والاه.
طبعا من البديهي لشخص يبحث عن رضاء الله ان يطبق قولة " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"
و لكن المفارقة التي اشرت اليها هي كيف نبر الوالدين دون ان نعصي الله و كيف نطيع الله دون عقوق الوالدين.
فهذا السؤال يطرح في مواقف دقيقة.
و لتكون الامور اوضح ساضرب مثلا:
مثلا عندما تطلب الام من ابنتها فعل شيئ دنيوي في حين انها تتلو القران، علما ان الام ستغضب ان لم تقم به في الحين و تقوم به بنفسها و هي غير راضية عن ابنتها رغم تفاهة العمل المطلوب امام تلاوة القران!!!!!!
ففي هذه الوضعية هل عقت البنت امها؟ ام انها طاعة ربها؟

taysir
مشرفة فضاء الحوار
مشرفة فضاء الحوار

المساهمات : 42
تاريخ التسجيل : 19/06/2008
العمر : 37

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ما بين طاعة الله و بر الوالدين Empty رد: ما بين طاعة الله و بر الوالدين

مُساهمة من طرف boussaima الخميس 3 يوليو 2008 - 14:53

ما بين طاعة الله و بر الوالدين Bismal11

عزيزتي تيسيرسأرد عليك بكلماتك قبل فعل اي شيئ اسالي نفسك هل كان ليرضى عنه حبيبك الاول و الاخير(محمد صلى الله عليه و سلم)؟
اذا كان الجواب نعم فامضي في الامر
و ان كان الجواب لا او حتى مشكوك في امره فلا تفعليه ولتحتسبي ذلك عند الله بنية ارضائه.
أعتقد الإستجابة لنداء الأم هو الأولى بالقيام به أو هذا ما كنت لأفعله أنا
هذا رأي و الله أعلم
boussaima
boussaima
مراقبة عامة
مراقبة عامة

المساهمات : 191
تاريخ التسجيل : 21/03/2008
العمر : 44
الموقع : http://tagged.com/saima23180

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ما بين طاعة الله و بر الوالدين Empty رد: ما بين طاعة الله و بر الوالدين

مُساهمة من طرف أفنـــــــــان الخميس 3 يوليو 2008 - 15:12

السلام عليكم
نعم اخت بثينة رأيك صحيح وساستدل على ذالك بقصة العابد جريح
ذكرت قصته في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا العابد كان يتعبد الله في صومعته فكان يصلي فنادته أمه وهو يصلي فقال ربي (صلاتي أم أمي) فأكمل صلاته وفي اليوم الثاني نادته أمه فقال ربي (صلاتي أم أمي) فأكمل صلاته وفي اليوم الثالث نادته أمه فقال ربي (صلاتي أم أمي) فأكمل صلاته فدعت عليه أمه فقالتاللهم لاتمتهُ حتى يرى وجوه المومسات(البغايا) وفي يوم من الأيام رأى بغيٌ وهو يمشي فنظر إليها ثم أكمل مسيره فذهبت هذه البغي من وجعلت أحد الرعاه يزني بها فلما أنجبت منه غلاماً ذهبت إلى القوم فقالت هذا إبن جريج الراهب فلم يتثبتوا من صحة الخبر الذي جأت به هذه البغي فذهبوا وضربوا جريج وهدموا صومعته وضربوه فسألهم مابكم؟ فقالوا زنيت بهذه البغي وهذا الغلام أنجبته منها فقال دعوني أصلي ركعتين لله عز وجل فبعدما أن أتم صلاته ذهب للطفل فضربه على بطنه فقال له من أبوك فقال الراعي فلان ........ فقال القوم الذين هدموا صومعته نبني لك صومعتك من الذهب فقال لهم لا ولكن إبنوها من الطين........

في هذه القصة قدم بر الوالدين على فعل طاعة من احب الطاعات عند الله سبحانه وتعالى
أفنـــــــــان
أفنـــــــــان
إداري
إداري

المساهمات : 111
تاريخ التسجيل : 24/05/2008

http://nour-alimen.forumactif.name/index.htm

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ما بين طاعة الله و بر الوالدين Empty رد: ما بين طاعة الله و بر الوالدين

مُساهمة من طرف taysir الخميس 3 يوليو 2008 - 18:37

بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و على اله و صحبه و من والاه.

اعزكن الله و بارك فيكن

اني كنت قبل زمن لا اعلم مدى قيمة بر الوالدين، لذلك تعمدت طرح هذا الموضوع و هذا المثال بالتحديد ليستفيد من اراد الله له ذلك ، ولقد جاء الرد او الجواب الذي كنت اريده من طرف بسيمة ودعمته اختي العزيزة افنان فاصبح كما اراه الجواب الكافي.
فجازاكن الله كل خير.
و افاد الله بهذا الطرح كل حائر.

taysir
مشرفة فضاء الحوار
مشرفة فضاء الحوار

المساهمات : 42
تاريخ التسجيل : 19/06/2008
العمر : 37

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى