صناعة قائد

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد و آله و صحبه اجمعين

صناعة قائد:

عندما نسمع كلمة قائد في اغلب الاحيان يتبادر الى ذهننا القائد السياسي، بينما القيادة السياسية هي جانب من جوانب القيادة، و ان القائد الحقيقي هو الشخص الذى يتمكن من كل جوانب القيادة، فلم يتبادر الى ذهني سوى الحبيب صلى الله عليه و سلم الذي قاد بتعليم رباني و علم السلف الصالح و اتبعوه في منهجه لصناعة القواد، فكل قائد لم يتبع هذا المنهج لن يحقق القيادة الحقيقية.

فما هو هذا المنهج الذي وُجد به ابطال حقيقيون؟

ان كل قائد من القواد لبد له ان يكون تلقى التربية الصحيحة و التي تنقسم الى عدة اقسام:

فنجد اولا التربية الايمانية و التي تتكون من التّخلية و التّحلية.
فاما التّخلية فتنبني على طهارة القلب و الجوارح من اعتقاد الأثر في غير الله و عدم الشرك به وعدم النفاق مع البراء من اعداء الله و ترك تكذيبه.
و اما التّحلية فتنبني على العلم و الإنقياد و الإخلاص و القبول و هذا ما اوصى به النبي صلى الله عليه و سلم ابن العباس رضي الله عنهما عندما قال:" احْفَظِ الله يحْفَظْكَ، احْفَظِ الله تَجِدْهُ تجُاهَك، إِذا سأَلْتَ فاسْألِ الله، و إِذا اسْتَعَنْت فاسْتَعِنْ بالله، و اعلم: أنَّ الأُمَّة لو اجْتَمَعَتْ على أن يَنْفَعُوك بشيْءٍ، لم يَنْفَعُوك إلاَّ بِشيْءٍ قد كَتَبَهُ الله لكَ، و إن اجْتَمَعَوا على أن يَضُرُّوكَ بِشيْءٍ، لم يَضُرُّوكَ إلاَّ بِشيْءٍ قد كَتَبَهُ الله عَليْكََ، رُفِعَتِ الأقلامُ، و جَفَّتِ الصُّحُفُ" رواه التّرمذيُّ و قال: حديث حسن صحيح


و بعد التأكد من صدق العقيدة يتم الإنتقال الى التربية التّعبّدية و ذلك بتعويد الاطفال على كل انواع العبادة من صلاة و اكثار الخطى الى المساجد و صيام و قيام.....


و بعد العقيدة و العبادات يصبح العلم الهدف المنشود(تربيةعلمية)، علما شرعيا كان ام غير شرعي، فالصحابة اهتموا بتلقين ابنائهم القرآن الكريم و الشعر العربي و تعليمهم السنة و فتاوى الصحابة.


و من الضروري بعد هذه الأنواع من التربية التمكن من الأخلاق العالية (تربيةخُلُقية)المحمودة كالحلم و السماحة و الصدق و الرفق و العفو عند المقدرة و العدل و الرحمة و الرأفة و التواضع.........


كما ان للتربية النفسية مكانة هامة اذ بها و عليها يتمكن النشأ من الشجاعة الأدبية و الجرأة و رباطة الجأش و الثقة من النفس و الخوف من الله و سلامة القلب من الغش و الحقد و الحسد و الكبر و الغرور و النفاق و العجب بالعمل......


ثم لتتم القيادة الحق يجب على التربية الجسدية ان تحضر و يجب على الشخص منذ طفولته ان يتعلم السباحة و الرماية و ركوب الخيل....فالزبير رضي الله عنه يركب ولده الفرس ليجاهد و هو ابن عشر سنين.


و اخيرا التربية الدعوية التي هي الغاية الكبرى لكل شخص قائدا كان ام لم يكن فكل يدعو الى الله بما يستطيع غير ان اهميتها او بمعنى اصح ضروريتها لدى القواد اكبر اخذا بالإعتبار دور التسيير الذي يقوم به فإن هو دعى الى الله صلح حال جل الرعية
.
و من اهم النماذج في التربية الدعوية الغلام قدر بن عمار السلمي الذي اسلم على يده الف رجل و هو في سن العاشرة.

فهلّا طبقنا هذه الخطوات لإنشاء قواد للمستقبل؟

بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و على اله و صحبه و من والاه.
طبعا انا اوافقك الراي في ان كل شخص له ميولاته الشخصية و ان القيادة قد توجد في شخصية الشخص و ان كان بعيدا عن الدين.
و لكن كما سبق و قلت ان القيادة الحق او القيادة السوية، الكاملة، الملمة بكل الجوانب لا تتحقق في صورة غياب الدين.
و الامثلة الواقعية كلها تصدق ما اقول.
فكما تفضلت اخي يمكن ان تتوفر لدى شخص معين قدرة قيادية، و لكن مع غياب التاطير الاسلامي تفقد الكثير و الكثيرو لا تصل الا الى القليل القليل.
اما بالنسبة لمن صنفتهم ممن لا يمتلكون قدرة قيادية فذلك يعود بالتاكيد الى طريقة او المنهج التربوي المعتمد، فالميولات و السلوكات مكتسبة تدريجيا من الصغر، و هي التي تقودنا في الكبر.

السلام عليكم
انا اوافق الاخت تيسير فبغياب التأطير الاسلامي لا يمكن ان نصنع قائد ناجحا

ذكر الاخوة في المداخلات السابقة صفات القائد الناجح جازاهم الله كل خير
ولكي نحيط هذا الموضوع الهام من كل جيهاته اردت ان اذكر لكم على سبيل الذكر لا الحصر بعض فنون القيادة

1) فن إصدار الأوامر:
• هل الأمر ضروري, وهل تملك حق إصداره "صلاحيات" لهؤلاء الأشخاص "إشراف".
• الغاية من الأمر سياسة الرجال والاستفادة من قدراتهم, وليست الغاية منه استعراضية.
• عيّن الشخص المسؤول بعد إصدار الأمر مباشرة, وحدّد الوقت المتاح, وحدد المساعدين.
• ليكن أمرك واضحاً, كاملاً, موجزاً, دقيقاً, وكن واثقاً من نفسك عند إصداره.
2) فن الاتصال:
نحن أحوج ما نكون إلى دورة موسعة عن فن الاتصال قبل الشروع في الحديث عن القيادة.
• من أهم مهارات الاتصال: الإنصات حيث يعد الإصغاء للموظفين وإعلامهم بما يدور أفضل الطرق لإغلاق فجوة الالتزام ولجعلهم يشعرون بالانتماء.
• تضمنت إحدى الدراسات الحديثة قواعد للاتصال الناجح أدرجتها تحت الكلمة الإنجليزية (Human Touch) أي اللمسة الإنسانية على النحول التالي:
1) استمع إليه. H: Hear Him..
2) احترم شعوره. U;Understand his feeling
3) حرك رغبته. M: Motivate his desire
4) قدر مجهوده. A: Appreciate his efforts
5) مده بالأخبار. N: News Him
6) دربه. T: Train Him
7) أرشده. O: Open his eyes.
تفهم تفرده. U: Understand his uniqueness.
9) اتصل به. C: Contact Him.
10) أكرمه. H: Honour Him.
3) فن التأنيب:
• اعط الملاحظة الضرورية دون تأخير, ولتكن بنغمة هادئة رزينة.
• أنب ولكن بعد تحري الحقيقة كاملة بملابستها, وتجنب إثارة الجروح السابقة.
• التأنيب الذي لا يتناسب مع الخطأ يعطي نتيجة عكسية.
• أسأل: ما الواجب عليه فعله لتجنب هذا الخطأ مستقبلاً.
4) فن معالجة التذمرات:
• تجنب الأوضاع التي تخلق المشكلات.
• استقبل الشاكي بالترحاب واستمع إليه ولا ترفض الشكوى مباشرة, ثم استمع إلى وجهة النظر الأخرى.
• إذا قررت فعل شيء فأفعله, وإلا وضح للشاكي أسباب حفظ شكواه.
5) فن المكافأة والتشجيع:
• اثن على الأعمال الناجحة, واعترف بإنجازات الأفراد, وشجع معاونيك دوماً.
• عاملهم كخبراء فيما يتقنونه, وتقبل أفكارهم التجديدية.
• لا بد من توطيد "ثقافة الإشادة" داخل مؤسستك.
• كلف المتميزين بأعمال أهم ومسؤوليات أعلى.
• تذكر أنه كم من عبقريات رائعة تحطمت لأنها لم تجد في اللحظة الملائمة رئيساً صالحاً يثني بعدل ويشجع بتعقل ويهتم بطريقة تذكي نار الحماسة.
6) فن المراقبة:
• إن الأمر شيء واحد, ولكن التنفيذ كل شيء, ولا تظهر صفات القائد ومقدرته إلا عند مراقبة التنفيذ.
• على القائد أن يعترف بالأعمال الحسنة, وعليه أن لا يتردد بتوجيه الانتباه نحو الأخطاء.
• إن الاحتكاك مع الحقيقة بكل محاسنها ومساويها يعطي القائد فكرة صحيحة أفضل من مئات التقارير.
7) فن المعاقبة:
• لتكن العقوبة متناسبة مع الذنب والمذنب والظروف المحيطة.
• لا تركز المعاقبين في عمل واحد, فالاجتماع يولد القوة, وقوة الشر هدامة.
• لا تعاقب الرئيس أمام مروؤسيه حتى لا ينهار مبدأ السلطة وتتحطم سلسلة القيادة.
• لا تناقش مشاغباً أمام الآخرين.
• من العقوبة تغيير نوع العمل, اللوم, ترك استثارة المعاقب .. الخ.
فن التعاون مع القادة الآخرين:
• تذكر أن غاية العمل ليست لخدمة أشخاص أو أغراض تافهة وإنما لخدمة مثل عليا يتقاسم الجميع متاعب تحقيقها.
• لا بد من وجود رغبة كبيرة في التفاهم المشترك.
• ليكن نقدك لغيرك من القادة لبقاً في لفظه بناء في غايته.
• لا يكن همك مراقبة أخطاء الآخرين فسوف يضيع عملك.
• لا تترك مجالاً لتفاقم سوء التفاهم على دقائق بسيطة ما دامت الفكرة العامة مشتركة.