هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تربط حبك لأبنائك ب إذا أو لكن

اذهب الى الأسفل

تربط حبك لأبنائك ب إذا أو لكن Empty تربط حبك لأبنائك ب إذا أو لكن

مُساهمة من طرف المتوسط الجمعة 4 أبريل 2008 - 16:22

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

تربط حبك لأبنائك ب إذا أو لكن
بقلم:د. هيفاء عبد السلام-استشارة نفسية



مشاعر الحب والحنان ليست وصفة نكتبها بل حياة نمارسها ونتبادلها مع ابنائنا
4 قواعد تساعدك في التعبير عن حبك واطلاق حنانك لابنائك


ان مصطلح ال time out هو مفهوم عقابي يدور حول استقطاع جزء من الوقت المحبب للطفل ودعوته للإختلاء بنفسه بعيدا عن المؤثرات المحببة اليه من اصدقاء او وسائل ترفيه او العاب وما الى ذلك، وتركه يفكر في حجم الخطأ الذي قام به وكيف يستطيع إصلاحه وإبداء الاستعداد لتعديله او اجتنابه. بقدر اقتناعي وملامستي للأثر الايجابي لهذا النوع من العقاب على الطفل، واهميته كبديل عن الضرب والتعنيف، بقدر ايماني بحاجتنا كوالدين وقائمين على العملية التربوية لممارسة هذا الاسلوب على أنفسنا ودعوتها للاختلاء لنفكر فيما صنعت افكارنا السلبية وايدينا باطفالنا واجيالنا القادمة.. اننا بحاجة لهذا الوقت المستقطع من حياتنا لنفكر في نفسيات ابنائنا ودوافع سلوكهم وحاجاتهم النفسية والاجتماعية حتى نحسن التوجيه والبناء، اننا بحاجة لأن نفكر بإيجابية في ايجاد بدائل عن العقاب والقسوة في تربيتنا، والاقتناع الداخلي بضرورة التغيير لاكتساب الابوة الايجابية.
يجب ان نتقبل اطفالنا ونحبهم ونحنّ عليهم بحسناتهم وسيئاتهم

ام غير حنونة


انا ام وهبني الله طفلين صغيرين، ولكنني اشكو من قلة حناني لأولادي، حاولت بطرق عدة كي أكون حنونة، ولكن دون جدوى.. فأنا أشعر بأنني أم غير حنونة .. هل هناك علاج لي؟

مقدار الحنان


عزيزتي: اخشى ان رسالتك لم تحمل الكثير من التفاصيل التي تعينني على ارشادك جيدا، فما حملته كلماتك هي شكوى عامة من قلة حنانك لولديك وحكم شخصي بعدم قدرتك على اعطائهما ما يحتاجانه منه رغم محاولاتك العديدة لفعل ذلك ...
ولكن ما لم تحمله رسالتك هو مفهومك عن الحنان الذي تقصدينه وتطالبين بوصفة له، وما مقياسك له ولمدى فعاليته؟ هل هو مقدار عطفك وتسامحك مع اطفالك؟ ام مقدار رعايتك لهم وتلبيتك لاحتياجاتهم او رغباتهم؟ ام مقدار الوقت الذي تقضينه معهم وتبادلينهم فيه كلماتهم وحركاتهم وضحكاتهم .. ام ربما مقدار غضبك وصراخك عليهم وعدد المرات التي تخترق آذانهم كلمة "لا" في اليوم الواحد؟ ثم ما هي الاساليب والوسائل التي اتبعتها ولم تفلح في رفع رصيد الحنان تجاه اطفالك؟ وكم هي الفترة والكيفية التي اختبرت بها تلك الوسائل لتقرري عدم جدواها؟
من المهم فعلا ان اجد اجابات على اسئلتي تلك وغيرها قبل ان اقبل حكمك واتفق معك على ان ما ينقصك مع اطفالك هو مقدار الحنان بذاته، وهو امر اشك فيه واستبعده قليلا لأنني اؤمن بأنه نادر ما نجد من يخلو قلبه من الحنان تجاه اطفاله واسرته، وانما اميل الى الافتراض ان مشكلتك ليست "بكم" الحنان الذي تملكينه ( وما سؤالك الا دليلا على وجوده بداخلك) ولكن المشكلة تكمن في "كيفية" تعبيرك عنه وايصاله لأطفالك الصغار وإشعارهم به.

رسالة الحب


برأيي الشخصي، ان من اقوى صور الحنان ومن اساسيات العلاقة بين الطفل ووالديه هي رسالة الحب بينهما ومدى وضوحها ومتانة حروفها وكلماتها .. ما اقصده هنا هو حبنا اللامشروط لابنائنا، فلا نربطه او نحدده ب "اذا" او "لكن" وانما نتقبل اطفالنا ونحبهم ونحن عليهم بحسناتهم وسيئاتهم .. نحبهم لذواتهم وليس حسب تصرفاتهم وسلوكياتهم.
اتفق العديد من باحثي النفس والتربية على عدد من القواعد الاساسية لتحقيق علاقة الحب بين الطفل ووالديه وتعميقها بين الطرفين وسأذكر لك اربعة منها ان استطعت الالمام بها واجتهدت في اتقانها ملكت قلب طفليك واطلقت العنان لذلك الكم من الحب والحنان الذي يسكن داخلك، ويتربص الظهور والانطلاق.

قواعد للحب والانطلاق


اولا: جودة الوقت: اعني بذلك نوعية وكيفية الوقت الذي نمنحه لابنائنا ونترك لهم فيه حرية تخطيطه وادارته، ولكننا نشاركهم في تنفيذه والاستمتاع به .. قد لا يتعدى ذلك الوقت نصف ساعة يوميا، ولكنه يترك لدى الطفل اثرا وخبرة تتجاوز الجلوس معه يوما كاملا يصاحبنا خلاله جهاز التلفاز او الجريدة او رنين الهاتف المتكرر او حتى مشاكل العمل وارهاقه اليومي .
افترشي الارض مع طفليك الصغيرين ومارسي معهما العابهما وهواياتهما .. وقد يكون ذلك من خلال لعبة التركيب، او الرسم، او قراءة القصص او حتى التمثيل وتبادل الادوار.
راقبي حركاتهما وسكناتهما، وعيشي معهما نموهما الجسمي والحركي واللغوي والنفسي يوما بيوم، حتى لا تتفاجئي يوما بمراهق يقتحم بيتك لا تجيدين التعامل معه او الاقتراب منه.
تذكري دائما ان القيادة لطفليك خلال فترة لعبهما معك .. فلا تكثري عليهما اللاءات او الاقتراحات .. استمتعي بامومتك معهما ودعيهما يستمتعان بطفولتهما معك وبجانبك.

ثانيا: اثر الكلمة: انتبهي جيدا لاثر وقوة الكلمات التي تخرج من فمك وتجد لها وقعا واثرا في نفسية ومشاعر طفلك وقد تدفع به نحو الاقبال عليك او الادبار عنك، دعيني اضرب لك مثالا واقعيا: عندما ياتيك طفلك غاضبا من المدرسة ويشتكي من استاذه الذي صرخ عليه امام جميع زملائه ، لا تكن استجابتك له :" لا بد انك تستحق ذلك والا لما فعل استاذك هذا "! ولكن لتكن :" آه .. من المؤكد ان صراخه عليك قد اشعرك بالحرج امام زملائك ، اليس كذلك"؟ هنا سيشعر طفلك بأنك قريبة منه، تفهمين مشاعره وتبادلينه متاعبه. ومتى ما تم ذلك ابدئي الدخول معه في صلب الموضوع وستجدينه آنذاك اكثر اقبالا وتفاعلا مع حديثك واستفساراتك.
بالطبع لسنا بحاجة لوجود مشكلة حتى نتبع تلك الطريقة مع اطفالنا، ولكن لنتحكم في كلماتنا ونديرها حتى في الاوقات الجيدة. فمثلا قد يقبل طفلك نحوك قادما من المدرسة ويقول:" لقد حصلت على 5 درجات شفوية في الفصل اليوم وقد صفق لي جميع زملائي".. لا تكن استجابتك :" جيد .. اذهب الآن لتبديل ثيابك والاستعداد للغداء"!! بل يجب ان تحمل استجابتك بعض الاسئلة له مثل :" اخبرني بما فعلت لتحصل على تلك الدرجات ".. او " بماذا شعرت عندما صفق لك جميع زملائك؟" ان اسئلتك لطفلك تخبره بأنك قد احسنت الانصات لكلماته ولما اراد قوله لك، وانك مهتمة بحديثه وتودين معرفة المزيد، فتكتمل دائرة الحوار بينكما، وما اهتمامك هذا الا رسالة حب لطفلك ولبنة بناء تزيد العلاقة بينكما شدة ومتانة.

ثالثا:اهمية المشاعر: اطفالنا يحملون مشاعر واحاسيس كالكبار تماما، وقد تتفاوت بين الفرح او الحزن، والحب او الكره، والغضب او الرضا، وكما نطالب نحن الكبار بتقدير مشاعرنا وتفهمها ممن حولنا، فليس صغارنا باقل احقية منا بذلك. عندما يغضب طفلك الصغير ويبكي عاليا لانه يريد اللعب بعلبة الكبريت مثلا فلا تعاقبه وتصرخ عليه، ولكنك تستطيع التوجه اليه بالقول " اعلم واشعر بمدى انزعاجك وغضبك واتفهم ذلك، وانك تريد علبة الكبريت بشدة، ولكني لن اسمح لك بذلك لخطورتها عليك"، هنا سيشعر الطفل ان هناك تقديرا لمشاعره وان لم يلب طلبه، كما سيشعر انه لم يتم تجاهله او تركه وحيدا عقابا على صراخه، ولكنك كنت بجانبه حتى تهدا نفسيته ويتفهم سبب رفض طلبه.

رابعا:ضوابط ولكن بحب:
يخطىء البعض عندما يظن اننا لا نستطيع الجمع بين وضع الضوابط والقواعد لابنائنا مع امكانية تعبيرنا لحبنا ورفقنا بهم في الوقت نفسه. عندما نمنع اطفالنا من اساءة التصرف ونضع حدودا لبعض سلوكياتهم قد يشعرهم ذلك بالانزعاج لفترة قصيرة من الوقت نسبيا، ولكن على المدى الطويل ستكون رسالتنا لهم واضحة وهي ان تلك القواعد انما دليل اهتمامنا ورعايتنا وحبنا لهم.
المتوسط
المتوسط
المدير
المدير

المساهمات : 279
تاريخ التسجيل : 27/01/2008
العمر : 44
الموقع : المتوسط

https://almotawaset.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى