هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فضل يوم عاشوراء.. العام الجديد ومحاسبة النفس

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

فضل يوم عاشوراء.. العام الجديد ومحاسبة النفس Empty فضل يوم عاشوراء.. العام الجديد ومحاسبة النفس

مُساهمة من طرف الحياة أمل الجمعة 2 يناير 2009 - 6:09


فضل يوم عاشوراء.. العام الجديد ومحاسبة النفس



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

فإن من نعم الله على عباده أن يوالي مواسم الخيرات عليهم على مدار الأيام والشهور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله، فما أن انقضى موسم الحج المبارك إلا وتبعه شهر كريم، هو شهر الله المحرم، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: { أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل } وقد سمى النبي - صلى الله عليه وسلم - المحرم شهر الله دلالة على شرفه وفضله، فإن الله تعالى يخص بعض مخلوقاته بخصائص ويفضل بعضها على بعض.

وقال الحسن البصري - رحمه الله تعالى -: " إن الله افتتح السنة بشهر حرام واختتمها بشهر حرام، فليس شهر في السنة بعد شهر رمضان أعظم عند الله من شده تحريمه ".

وفي هذا الشهر يوم حصل فيه حدث عظيم، ونصر مبين، ظهر فيه الحق على الباطل، حيث أنجى الله فيه موسى - عليه الصلاة والسلام - وقومه وأغرق فرعون وقومه، فهو يوم له فضيلة عظيمة وحرمة قديمة، هذا اليوم العاشر من شهر الله المحرم وهو ما يسمى بيوم عاشوراء.



فضل يوم عاشوراء وصيامه:




وردت أحاديث كثيرة عن فضل يوم عاشوراء والصوم فيه وهي ثابتة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نذكر منها على سبيل المثال ما يلي:

في الصحيحين عن ابن عباس - رضي الله عنه - أنه سئل عن يوم عاشوراء فقال: " ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم - يعني يوم عاشوراء - وهذا الشهر يعني رمضان ".

وكما أسلفنا من قبل أن يوم عاشوراء له فضيلة عظيمة وحرمة قديمة، وكان موسى - عليه الصلاة والسلام - يصومه لفضله، وليس هذا فحسب بل كان أهل الكتاب يصومونه، وكذلك قريش في الجاهلية كانت تصومه.

كان - صلى الله عليه وسلم - يصوم يوم عاشوراء بمكة ولا يأمر الناس بالصوم، فلما قدم المدينة ورأى صيام أهل الكتاب له وتعظيمهم له، وكان يحب موافقتهم فيما لم يؤمر به، صامه وأمر الناس بصيامه، وأكد الأمر بصيامه والحث عليه، حتى كانوا يصوّمونه أطفالهم. وفي الصحيحين عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: " قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراء، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: { ما هذا اليوم الذي تصومونه } قالوا: ( هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً لله فنحن نصومه )، فقال - صلى الله عليه وسلم -: { فنحن أحق وأولى بموسى منكم } فصامه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمر بصيامه ".

وفي الصحيحين أيضاً عن الربيع بنت معوذ قالت: " أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة: { من كان أصبح منكم صائماً فليتم صومه، ومن كان أصبح منكم مفطراً فليتم بقية يومه }. فكنا بعد ذلك نصوم ونصوّم صبياننا الصغار منهم، ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه إياها حتى يكون عند الإفطار ". وفي رواية: " فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة نلهيهم حتى يتموا صومهم ".

فلما فرض صيام شهر رمضان ترك النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر الصحابة بصيام يوم عاشوراء وتأكيده فيه، لما في الصحيحين من حديث ابن عمر - رضي الله عنه - قال: ( صام النبي - صلى الله عليه وسلم - عاشوراء وأمر بصيامه فلما فرض رمضان ترك ذلك - أي ترك أمرهم بذلك وبقي على الاستحباب ). وفي الصحيحين أيضاً عن معاوية - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: { هذا يوم عاشوراء ولم يكتب الله عليكم صيامه وأنا صائم، فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر }. وهذا دليل على نسخ الوجوب وبقاء الاستحباب.

من فضائل شهر الله المحرم أن صيام يوم عاشوراء فيه يكفر ذنوب السنة التي قبله، فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي قتادة أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن صيام يوم عاشوراء فقال: { أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله }.

أخي المسلم ... أختي المسلمة:

عزم النبي - صلى الله عليه وسلم - في آخر عمره على أن لا يصومه مفرداً بل يضم إليه يوماً آخر مخالفةً لأهل الكتاب في صومه، ففي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " حين صام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى "، فقال - صلى الله عليه وسلم -: { فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا التاسع } [أي مع العاشر مخالفةً لأهل الكتاب] قال: ( فلم يأت العام المقبل حتى توفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ).

قال ابن القيم رحمه الله تعالى في زاد المعاد [2/76]: " مراتب الصوم ثلاثة: أكملها أن يصام قبله يوم وبعده يوم، ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر، وعليه أكثر الأحاديث، ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم ".

والأحوط أن يصام التاسع والعاشر والحادي عشر حتى يدرك صيام يوم عاشوراء.



بعض البدع والمخالفات التي تقع في هذا اليوم:



اعلم أخي المسلم أنه لا يشرع لك أي عمل لم يثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن المخالفات التي تقع من بعض الناس في هذا اليوم: الاكتحال، والاختضاب، والاغتسال، والتوسعة على الأهل والعيال وكذلك صنع طعام خاص بهذا اليوم. كل هذه الأعمال وردت فيها أحاديث موضوعة وضعيفة.

وهناك أيضاً بدع تقع من بعض الناس في هذا اليوم منها: تخصيص هذا اليوم بدعاء معين، وكذلك ما يعرف عند أهل البدع برقية عاشوراء، وأيضاً ما تفعله الرافضة في هذا اليوم لا أصل له في الشرع. كما وأن من الأمور المنكرة الاحتفال ببداية العام الهجري وتوزيع الهدايا والورود واتخاذه عيداً سنوياً.



العام الجديد ومحاسبة النفس:




حريٌ بالمسلم مع بداية العام الهجري الجديد أن يقف مع نفسه وقفة محاسبة سريعة ومراجعة دقيقة. وفي تلك الوقفة طريق نجاة وسبيل هداية، فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والفطن من ألزم نفسه طريق الخير وخطمها بخطام الشرع.

والإنسان لا يخلو من حالين، فإن كان محسناً ازداد إحساناً وإن كان مقصراً ندم وتاب قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ﴾ [الحشر:18].

قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: " أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم ".

وقد أجمل ابن قيم الجوزية طريقة محاسبة النفس وكيفيتها فقال: " جماع ذلك أن يحاسب نفسه أولاً على الفرائض، فإن تذكر فيها نقصاً تداركه، إما بقضاء أو إصلاح، ثم يحاسب نفسه على المناهي فإن عرف أنه ارتكب منها شيئاً تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية، ثم يحاسب نفسه على الغفلة، فإن كان قد غفل عما خلق له تداركه بالذكر والإقبال على الله ".

فبادر أخي المسلم مع فجر هذا العام الجديد بالتوبة والإقبال على الله فإن صحائفك أمامك بيضاء لم يكتب بعد فيها شيء. فالله الله أن تسودها بالذنوب والمعاصي. وحاسب نفسك قبل أن تحاسب وأكثر من ذكر الله عز وجل والاستغفار واحرص علي رفقة صالحة تدلك على الخير. جعل الله هذا العام عام خير على الإسلام والمسلمين وأطال أعمارنا ومد آجالنا في حسن طاعته والبعد عن معصيته وجعلنا ممن يتبوأ من الجنة غرفاً تجرى من تحتها الأنهار. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.






فضل يوم عاشوراء.. العام الجديد ومحاسبة النفس 3ashora
الحياة أمل
الحياة أمل
عضو(ة)
عضو(ة)

المساهمات : 15
تاريخ التسجيل : 03/12/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فضل يوم عاشوراء.. العام الجديد ومحاسبة النفس Empty رد: فضل يوم عاشوراء.. العام الجديد ومحاسبة النفس

مُساهمة من طرف أميمة الجمعة 2 يناير 2009 - 6:26


بارك الله فيك أختي علي الموضوع الشامل وأهميته
خصوصا ونحن مقبلين علي هذه الأيام المباركة
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
أميمة
أميمة
عضو(ة) مميز(ة)
عضو(ة) مميز(ة)

المساهمات : 106
تاريخ التسجيل : 24/11/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فضل يوم عاشوراء.. العام الجديد ومحاسبة النفس Empty رد: فضل يوم عاشوراء.. العام الجديد ومحاسبة النفس

مُساهمة من طرف ابو خالد ابن الشمال الثلاثاء 13 يناير 2009 - 9:18

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

فان الذي جا بي الى هذا النتدى الطيب هو دعوة من احدى الاخوات بينت من خلالها ان هدف المنتدى هو النقاس الموضوعي في الدين بعيدا عن المهاترات والكلانم الذي لا ازوم له .


ففي مقالك اختي خالفت هذا المبدأ وبدات باتهام الغير على انهم مبتدعون .

ان للبدعة تعريف اغوي وشرعي ولا يجب تبديع الناس على الهوى .
اما ما يتعلق بصيام يوم عاشوراء الذي اشير اليه بناءا على حديث ابن عباس ان النبي لما قدم المدينه راى ان اليهود يعظمون هذا اليوم و يصومونه فصامه و سبقه بيوم تاسوعاء خلافا لليهود . هنا اقف وأقول ان من يريد ان يتكلم عن الرسول الكريم يجب ان يكون حذرا .

السبب هو هذا القول عن ابن عباس لا يدخل العقل . لان النبي كان اعلم من اليهود بالتوراه واعلم من النصارى بالانجيل . أفلا يعلم ان يوم عاشوراء هو اليوم الذي نجا به الله بني اسرائيل من فرعون ؟ ان الرسول ص لا يأخذ دينه ولا قرباته عن اليهود المنحرفين . ولا يعقل ان الرسول قام بصوم عاشوراء اقتداءا بهم .


اما لاتهام للناس بالبدع فهذا لا يليق حسب رأيي وحسب ما قيل لي عن المنتدى . ان عاشوراء لم يرد ذكرها في سيرة النبي ص في مكة قبل الهجره ولم يرد كذلك في سيرته بعد الهجره . وانما ادخل هذا الطقس بدون اصل ولا نص لا في كتاب الله ولا في احاديث النبي الصحيحه . وان من يدس و يكذب على النبي عامدا متعمدا فليتبوأ مقعده من النار .

شكرا لصبركم علي

ابو خالد ابن الشمال
عضو(ة)
عضو(ة)

المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 13/01/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى