هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

دعوة لدراسة أسرار الحياة

اذهب الى الأسفل

دعوة لدراسة أسرار الحياة Empty دعوة لدراسة أسرار الحياة

مُساهمة من طرف المتوسط الأربعاء 16 أبريل 2008 - 13:19

دعوة لدراسة أسرار الحياة



"وجعلنا من الماء كل شيء حي"

كثيرة هي عجائب القرآن، وأكثر منها معجزاته ووقفة متأنية مع نص قرآني واحد تضع المتأملين أمام آفاق واسعة من عظمة هذا الكتاب السماوي الخالد، وقد جاء القرآن الكريم زاخرا بآيات تتحدث عن الظواهر الحياتية والكونية وتلفت الأنظار إلى حقائقها ومنها النص القرآني الكريم (وجعلنا من الماء كل شيء حي) مدار مقالنا هذا.

لكن الإنسان رغم التقدم الهائل الذي أحرزه في الميدان العلمي، ما برح يقدم البراهين تلو البراهين على ضعفه وقلة حيلته إزاء معرفة أسرار الحياة.

فتحويل المواد الميتة التي لا تبدي أي سمة من سمات الحياة إلى كائنات حية تملأ الأرض بهجة وجمالا، لتضع الإنسان أمام عظمة الخالق سبحانه في واحدة من الظواهر المعجزة حد الإذهال والتي سيبقى حل لغزها مستحيلا في ظل الآية الكريمة (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي) ليقر الإنسان بضعفه أمام عظمة وعلم ربه وهو يكمل الآية الكريمة (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) (الإسراء:85).

صيغة العظمة

إن المتأمل لما توصل إليه الإنسان من حقائق علمية كثيرة جدا والتي شكلت بمجملها مختلف العلوم المتعلقة بالكائنات الحية لا بد أن يستنتج أن النص مدار نقاشنا هذا يشكل قاعدة من أهم القواعد الأساسية التي تقوم عليها الحياة، ولربما كان ذلك أحد الأسباب الداعية لاستخدام صيغة العظمة (وهي أن يتكلم الفرد بصيغة الجمع) في التعبير عن الفعل المعجز بل المذهل وهو خلق الأحياء من مادة بسيطة هي الماء بدلا من التعبير بصيغة الفرد، فقال سبحانه (وجعلنا) ولم يستخدم صيغة المفرد ومعروف أن استخدام صيغة العظمة للتعبير عن الأفعال المنسوبة لله تبارك وتعالى تقف وراء كل منها حكم وحقائق علمية بل وعلوم بأكملها.

لا أريد أن أثقل على قارئي الكريم بسرد أدوار الماء وأهميته في حياة الكائنات الحية فقد باتت معروفة بعد ما اكتشفها الإنسان وهو يشق طريقه في ميادين العلوم والبحث العلمي، ولكن ما أريد تسليط الأضواء عليه هو الأسلوب القرآني الفريد في طريقة عرضه للحقائق العلمية بجانب علاقة النص بالنصوص الأخرى ذات العلاقة شارحا ما ينضح به النص الشريف من إعجازات علمية.

فهذه الآية الكريمة لم تأت بمفردها بل جاءت ضمن سلسلة من الآيات التي تتحدث عن صور الحياة المختلفة التي بثها الله تعالى في هذا الكون وفي مقدمتها الحياة الإنسانية، كما يتضح ذلك من سياق الآيات الكثيرة التي أوردها القرآن الكريم في هذا الصدد والتي نختار منها ما يلي:

(أو لم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم أفلا يبصرون) (السجدة: 27).

وهذه الآية الكريمة تكلمت عن علاقة الماء بقسم كبير من الكائنات الحية وهي النباتات..

تأمل معي قارئي الفاضل، عظمة التعبير القرآني ودقته العلمية. انظر كيف تتناسق نصوصه لتحقيق هدف معين وإيصال الحقيقة إلى المتلقي.

(وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا) (الفرقان: 54)، وهنا تتحدث الآية الكريمة عن أهم المخلوقات الحية على الإطلاق وهو الإنسان الذي عهد إليه إعمار الأرض وإقامة خلافة الله تبارك وتعالى فيها.

المعجزة الكبرى

ثم بعد ذلك يأتي القرآن الكريم ليوضح علاقة الماء بمجموعة كبيرة من الكائنات الحية وهي الدواب- تلك الكائنات الحية التي تدب على الأرض (والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير”. (النور:45).

والقرآن في استعراضه هذا كله إنما يحاول لفت الأنظار إلى المعجزة الكبرى نشوء الحياة.

أليس مذهلا أن ترى مئات الآلاف من الأنواع النباتية والحيوانية والطيور والزواحف والحشرات، وأنواعاً كثيرة من الكائنات المجهرية وحيدة الخلية، بكتيريا، خمائر وفايروسات وغيرها، كائنات حية تملأ الأرض حيوية ونشاطا، مخلوقات على مستويات مختلفة من التطور منها ما هو ثابت في مكانه وهي النباتات على اختلاف انواعها ومنها ما يدب على الأرض يعقل ويسمع ويبصر ومنها ما لا يتحرك ولا يسمع ولا يبصر ولا يعقل شيئا، وحدث ما شئت عن أشكالها وألوانها وطرق معيشتها المتباينة.

كل هذه الكائنات تشترك بصفة أساسية وهي أنها مخلوقة من الماء، ولذا فالنص الكريم موضوع مقالنا هذا إنما جاء يوجه الدعوة إلى دراسة هذا الإنجاز الهائل، إنه يدعو إلى تأمل تلك القدرة المذهلة على الجمع بين الماء والمواد العضوية الأخرى وإنتاج أشياء جديدة منها هي كائنات حية تتصف بكل مؤهلات الحياة والاستمرار فيها.

تحويل الماء إلى كائنات حية، قمة الإذهال أن يتحول الجماد الى أحياء.

الماء هذا المركب البسيط الذي يتكون من ذرتي هيدروجين وذرة واحدة من الأوكسجين هل يتحول إلى شيء آخر لو تركته ملايين السنين؟

الماء سيبقى ماء فكيف يكون مصدر الحياة؟ إنها القدرة المطلقة لله تبارك وتعالى.

الإيجاد من العدم

إن القدرة المذهلة على بث الحياة صورا مختلفة في الأرض وفي الماء وفي الهواء تذكرنا بقدرة أعظم هي القدرة على الإيجاد من العدم وإذا كان الإنسان يحتل القمة بين هذه الصور فإن القرآن الكريم أكد حقيقة مفادها أن خلق الكون أعظم من خلق البشر وذلك بقوله تعالى (لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون) (غافر: 57).

ولعل وضع النص الكريم (وجعلنا من الماء كل شيء حي) تحت أضواء الدراسة والشرح والتفسير يذكرنا بنص آخر ذي علاقة مباشرة به هو (إن ربك هو الخلاق العليم) (الحجر: 86).

ألا ترى معي قارئي الكريم، أن الكون بكل هذه السعة الشاسعة، بسماواته الواسعة وما تضم من كواكب لا حصر لها وبأرضه الرحبة وجبالها وسهولها ومياهها وما يعيش فيها من كائنات حية كثيرة، كل ذلك لا يعدو كونه ثمرة من ثمار هاتين الصفتين العظيمتين.

ذلك أن الخلق والإيجاد من العدم هو من اختصاص الخلاق سبحانه (ألا له الخلق والأمر) (الأعراف: 54)

وإذا كانت (الخلاق) في اللغة صيغة من صيغ المبالغة فإن من المعاني التي تنضح بها هي القدرة على خلق أنواع كثيرة من المخلوقات وفق المواصفات المثلى وبما يؤهلها للاستمرار في الحياة دون أن يعيق أو يؤخر ذلك عامل من العوامل أيا كان.

فالكائنات الحية كل منها مخلوق ومؤهل ليؤدي دوره وفق منهج علمي دقيق! وذلك مصداقا لقوله تعالى (الذي أحسن كل شيء خلقه) (السجدة:7). بل إن كلا منها قادر على توريث جميع صفاته للأجيال المتعاقبة دون فقدان أو تغيير شيء فيها، وهذا ما يبرهن عليه علم الوراثة الذي ظل الإنسان يتعلم قواعده وقوانينه ردحا من الزمن.

ولعل صفة (العليم) التي جاءت مقترنة هنا بالقدرة المطلقة على الخلق تعني بالإضافة إلى مجموعة المعاني الواسعة التي تشتمل عليها أن الله تبارك وتعالى يخلق المخلوقات وفق سنن وأسس وحقائق علمية وهذا هو الواقع وهذا ما برهن على دقته الإنسان من خلال أبحاثه ودراساته.

اللهم إنا نشهدك ونشهد حملة عرشك أنك أنت الله الذي خلقت كل شيء وأنت الذي قدرت كل شيء وأنت الذي هديت كل شيء لما قدرت، ولولا هذا التقدير وهذا الهدي لما استمرت الحياة.

تفاوت الصفات

إن المتأمل يجد أنه مع ضخامة أعداد الكائنات الحية فإن هذا النص قد جيء به ليشد الانتباه إلى التفاوت الكبير في صفات الكائنات الحية والتي شكلت علوما كاملة مثل علوم تصنيف وتقسيم النبات والحيوان وغيرها.. لتكون كل جزئية من جزئيات حياتها دليلا وشاهدا على عظمة الخالق وإتقان صنعه.

والكائنات الحية إذ خلقت من الماء تراها (مبرمجة أو مؤهلة إن صح التعبير) لأن تدخل الماء في معظم أنشطتها الحيوية وهي في ذلك إنما تعتمد أسسا وقوانين وقواعد علمية دقيقة وتجري عددا هائلا من التفاعلات الكيماوية وبدقة متناهية تعجز كل مختبرات الأرض عن أن تأتي بها في ظروف مماثلة لتلك التي تعيشها الكائنات الحية، وهذا ما شكل بمجمله علوم الأحياء التي ظل الإنسان قرونا يحاول تعلمها لاسيما تلك التي تخصصت في فسلجة الكائنات الحية.

ومن روعة الإعجاز القرآني ألا يتوصل العلماء إلى الحقيقة العلمية التي سبقهم القرآن بالإشارة إليها فحسب بل إنهم ليبرهنون على عدم وجود بديل لها حتى وإن كانت حقيقة علمية أيضا، فقد توصلوا إلى أن بعض الكائنات الحية (المجهرية) يمكنها الاستغناء عن الهواء لكنها تموت بغياب الماء، تصور عظمة القرآن الكريم، وهذا إعجاز علمي يسجله هذا النص القرآني المبارك..

والآن مع التساؤل الذي يطرح نفسه: لقد أورد القرآن الكريم نصوصا كثيرة تتحدث عن مجاميع معينة من المخلوقات الحية وكما مر معنا فما الحكمة إذن من إضافة (وجعلنا من الماء كل شيء حي) إليها؟

والجواب: أن كلام الله تبارك وتعالى يبلغ من الدقة العلمية ما لا تتصوره العقول.

ف(كل شيء حي) يعني أنه يشمل الكائنات الحية الكاملة ويشمل أيضا أجزاءها التي تتكاثر بها كالبذور وأجزاء التكاثر الأخرى كالدرنات والعقل والأوراق والسيقان ووسائل التكاثر الأخرى.

تكاثر الخلية

واليوم وبعد ما قطع الإنسان شوطا في ميادين العلم وجد أن الخلية الواحدة من الكائن الحي يمكن أن تتكاثر وأن ينتج عن هذا التكاثر كائن حي مماثل تماما لذلك الكائن الذي أخذت منه تلك الخلية، تأمل عظمة الخالق جل في علاه. انظر عظمة التعبير القرآني ودقته، أليس هذا إعجازا علميا رائعا؟

وإليك قارئي الكريم دليلا آخر:

هناك ظاهرة فسيولوجية اكتشفها العلماء مؤخرا، هذه الظاهرة تحدث في بعض الأجزاء النباتية والثمار التي تحتوي على نسبة مرتفعة من الماء كمثل الكثير من ثمار الفاكهة والخضار تدعى (كلايمكترك Climacteric) ) وهذه تعني باختصار: أن تلك الأجزاء والثمار تسلك بعد قطفها سلوك الكائن الحي الكامل حيث تزداد سرعة التنفس فيها وتصل إلى قمتها ثم تهبط بسرعة معلنة موت الثمرة وكأنها تحاكي موت الكائن الحي أما الثمار التي تحتوي على نسبة منخفضة من الماء فلا تحدث هذه الظاهرة فيها فتأمل دقة القرآن الكريم وعظمة المتكلم جل في علاه.

فلو جاء النص (وجعلنا من الماء كل شيء حي) بصيغة أخرى لما استطعنا إدخال هذه الظاهرة ضمن تفسير النص، وهذا إعجاز علمي سجلته للنص الشريف نتائج الأبحاث العلمية.

وتابع معي قارئي الكريم أسلوب القرآن الكريم في إيصال الفكرة إلى المتلقي فبعد أن عرض المعجزة العظمى المتمثلة في تحويل الماء إلى كائنات حية وما تتضمنه من حقائق علمية وضعت الإنسان أمام عظمة خالقه وطلاقة قدرته عاد القرآن يحاوره ويطرح عليه تساؤلا من خلال الآية الكريمة (هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه) (لقمان:11).

تساؤل يحدد الإجابة عليه نص آخر (ألا له الخلق والأمر) فالحقيقة التي لا مفر منها أن لا أحد غير الله تعالى يستطيع أن يخلق شيئا. إن الكائنات الحية مخلوقة من الماء وهذه المادة لم يخلق الله تبارك وتعالى بكميتها مادة أخرى، بل وجعلها متوفرة أمامك أيها الإنسان أينما حللت وفي أي وقت شئت ففي الأرض يشكل الماء محيطات وبحارا وأنهارا ومياها جوفية وفي السماء سحابا ثقالا وحتى في الهواء الذي تتنفسه، فهل أنت قادر على تحويله إلى كائن حي ولو على أبسط صور الحياة وليكن خلية واحدة من بكتيريا أو فايروس؟

والجواب بالطبع لن يكون مقبولا إلا إذا أتى على لسان العلماء وقد أعلنوا عجزهم التام وحتى يومهم هذا رغم ما بلغوا من مراتب التقدم العلمي والتقني عن تخليق جدار لخلية حية.

فكيف بخلية حية كاملة المحتويات يمكنها النمو والتكاثر.

وأنى لهم ذلك وهم عاجزون عن أن يعيدوا الحياة لكائن حي كان قد فقدها للتو أيا كان هذا الكائن حتى لو كان نباتا؟ وهذا مصداق لقوله تعالى (فلولا إن كنتم غير مدينين، ترجعونها إن كنتم صادقين) (الواقعة 86 و87).

ولذا ترى الآية الكريمة بعد ما نسبت كل الخلق إلى الله تبارك وتعالى جماده وأحيائه تخاطب الكفار موجهة الدعوة لهم للإيمان بالله تعالى بعد الإقرار بقدرته المطلقة (أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون).وختاما لا بد من الإشارة إلى أننا لم ولن نوفي هذا النص حقه فقد كان كريما فياضا بمعانيه وإشاراته العلمية.

إعجاز مذهل

إن الكائنات الحية مخلوقة من الماء وهذه المادة لم يخلق الله تبارك وتعالى بكميتها مادة أخرى، بل وجعلها متوفرة أمامك أيها الإنسان أينما حللت وفي أي وقت شئت ففي الأرض يشكل الماء محيطات وبحارا وأنهارا ومياها جوفية وفي السماء سحابا ثقالا وحتى في الهواء الذي تتنفسه، فهل أنت قادر على تحويله إلى كائن حي ولو على أبسط صور الحياة وليكن خلية واحدة من بكتيريا أو فايروس؟

والجواب بالطبع لن يكون مقبولا إلا إذا أتى على لسان العلماء وقد أعلنوا عجزهم التام وحتى يومهم هذا رغم ما بلغوا من مراتب التقدم العلمي والتقني عن تخليق جدار لخلية حية.

فكيف بخلية حية كاملة المحتويات يمكنها النمو والتكاثر؟

وأنى لهم ذلك وهم عاجزون عن أن يعيدوا الحياة لكائن حي كان قد فقدها للتو أيا كان هذا الكائن حتى لو كان نباتا؟
المتوسط
المتوسط
المدير
المدير

المساهمات : 279
تاريخ التسجيل : 27/01/2008
العمر : 44
الموقع : المتوسط

https://almotawaset.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى