هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

“وإنك لعلى خلق عظيم”

اذهب الى الأسفل

“وإنك لعلى خلق عظيم” Empty “وإنك لعلى خلق عظيم”

مُساهمة من طرف المتوسط الأربعاء 16 أبريل 2008 - 13:39

“وإنك لعلى خلق عظيم”


شيء جميل حقا أن يجد الناس قدوة ومثلا أعلى يحتذون به ويسيرون على نهجه، فيكون رادعا تلقائيا لكل سلوك أو قول أو فعل يخرج عن المسار الطبيعي، والقدوة أيضا هي المحفز والمنشط لكل ما من شأنه أن يعلي من قيمة المرء في مجتمعه، ذلك لأنها تدفعه إلى أن يكون فاعلا ومؤثرا لا يألو جهدا فى مساعدة المحتاج والعطف على الفقير والرحمة بالضعفاء وإغاثة الملهوف والتواصل ومد جسور المودة مع الأهل والأصدقاء، ومن هنا كانت أهمية إبراز النماذج التي تمثل بحق قدوة والتي يمثل وجودها راية يهتدي من خلالها الناس إلى طريق الصلاح.

وإذا كنا نتحدث عن ضرورة وجود القدوة في كل زمان ومكان باعتبارها نماذج حباها الله سبحانه وتعالى بكثير من الصفات الحسنة والقلوب العامرة بكل القيم الراقية والمعاني الجميلة والتي تصب جميعها في نهر متدفق من السلوكيات القويمة يحتذي به الناس، وعلى الرغم مما قد يحيط بالمجتمع بين الحين والآخر من خروج عن المألوف من النسق القيمي المتعارف عليه، فإن هذه النماذج تعتبر هي البوصلة التي تعيد الأمور إلى نصابها الطبيعي وتصوب الكثير من الأخطاء التي تحدث هنا وهناك.

والقدوة الحسنة تتوافر في أشخاص يمتثلون حقا لأوامر الله ونواهيه، يراقبون القول قبل النطق به، ويتفكرون في الفعل قبل الإقدام عليه، ويحاولون الاقتداء برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي كان نعم المثل في الخلق الكريم.. يقول تعالى: “وانك لعلى خلق عظيم”، وقد كانت مكارم أخلاقه هي السبب الرئيس في انتشار دعوته وحب الناس له وإيمانهم بما جاء به من تعاليم خصه سبحانه وتعالى بتحمل مسؤولية نشرها وإرساء قواعدها الراسخة، وكانت رحمته بمن حوله تتسع للجميع وخاصة من الفقراء والمساكين الذين كان قلبه الكبير يرق لهم، فكان يقول (لا يرحم الله من لا يرحم الناس)، وقد كانت عينه الكريمة دوما على أحوال الفقراء والمحتاجين ومن لم يكن ليبخل عليهم بشيء في بيته أو في يده، حتى إنه أعطى رداءه لمن طلبه منه ولم يكن يملك غيره، واستمر على نهجه في التعامل مع الفقراء وإعلاء شأنهم وجعل لهم حقاً في أموال الأغنياء حتى قلب نظام المجتمع وأرسى مبادئ التكافل الاجتماعي التي تعتبر صمام الأمان القادر على حفظ توازن المجتمع.

رحمته عليه الصلاة والسلام كانت أيضا واسعة بالنساء والأطفال والخدم والعبيد، فقد كان في بيته يعامل نساءه برفق ورحمة وهو ما أكدته السيدة عائشة رضي الله عنها حين قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)، أما مع الأطفال فقد كان عطوفا على الجميع، فعن انس رضي الله عنه قال: (ما رأيت أحدا كان ارحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم)، وعلى الرغم من حبه للعبادة ومنها الصلاة كان يحب ألا يطيل ترفقا بالأمهات وأطفالهن، فقد روي عنه انه قال (إنني لأقوم إلى الصلاة أريد أن أطول فيها، فاسمع بكاء الصبي فأتجور في صلاتي كراهية أن اشق على أمه)، وكان حبه لحفيديه الحسن والحسين رضي الله عنهما مثار الكثير من الحكايات والقصص التي رواها الصحابة عنه.

رسول الله صلى الله عليه وسلم هو نعم المثل والأسوة الحسنة، ومع ذلك يتعرض بين الحين والآخر إلى حملات تسيء إليه وإلى ديننا الاسلامي، ونحن مع ذلك نقف مكتوفي الأيدي، إلا من بعض حملات التنديد والإدانة، والتي وان كانت تعبر عن جهد مطلوب، إلا أنها لا تكفي لصد حملات التشويه التي يتعرض لها رسول الإنسانية.

إن من واجبنا جميعاً استنهاض الهمم والعمل بدأب على وضع خطة للذود عنه، وتعريف أصحاب الديانات الأخرى بجوهر رسالته وعظم مكانته، وهو ما يتطلب جهدا كبيرا من العلماء والمفكرين الذين ينبغي أن يتسلحوا بأدوات جديدة للحوار يفهمها من سمحوا لأنفسهم بالتطاول، وليكن شعارهم أن الإسلام دين السماحة والتعايش وليس دين الإرهاب وحين نستطيع إيصال هذه الرسالة للجميع وقتها فقط نستحق أن نكون امة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
المتوسط
المتوسط
المدير
المدير

المساهمات : 279
تاريخ التسجيل : 27/01/2008
العمر : 44
الموقع : المتوسط

https://almotawaset.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى